قال سهل بن بشر الإسرائيلي:
فإن سئلت عن رجل ذكر أن له صديقا فقال أننا نجتمع معا أم لا
؟
* فأنظر إلى صاحب الطالع و القمر : فإن إتصلا بصاحب الحادي عشر من الطالع
فإنهما يجتمعان
و إن كان الإتصال من تثليث أو تسديس كان في إجتماعهما سرور و تودد
و إن كان من تربيع أو مقابلة كان في إجتماعهما مضادو و تنازع و ضجر من كل
واحد منهما بصاحبه و المقابلة مع ذلك أشد تنازعا
و إن سئلت عن حاجة و سمى صاحبها تلك الحاجة
فأطلبها من موضعها من الفلك على ما سميت من جواهر البروج الإثني عشر ( إن
سئلت عن حاجة فاطلبها من موضعها من البروج )
أعلى الصفحة
و عن قصيدة إبن أبي الرجال:
و أنظر لمن يسأل عن iiصديق هل مخلص في الود بالتحقيق من رب برج الطالع iiالمنير و رب ثاني العاشر iiالمشهور و البدر لا يسقط في ذي السبب لأنه يظهر أسرار iiالعجب فإن تجد بينهما iiمشاكلة أو نظرا من نظر iiالمواصلة فاز بما يرجو من iiالإخوان و من جميع النجح و iiالأمان و كلما يظهر iiباللسان مثل الذي يضمر في iiالجنان |
جعل النظر في أمر الصديق من ثلاثة :
رب الطالع
و رب الحادي عشر و إليه أشار بقوله : و رب ثاني العاشر
و القمر فإنه قال : لا يسقط في مثل هذا لأنه أظهر أسرارا و عجائبا و قد
إحترز بهذا البحث من مذهب بعضهم فإنه يرى إسقاطه في أمر الصديق و أنه لا
مدخل له في هذه الدلالة فلأجل هذه المخالفة نبه هو عليه و قال : لا يسقط
* و قوله : فإن تجد بينهما مشاكلة
و المشاكلة في هذا الباب أن يكون كل واحد في حظ الآخر
فإذا كان صاحب الطالع في حظ صاحب الحادي عشر و صاحب الحادي عشر في حظ صاحب
الطالع فهذه المشاكلة المطلوبة في هذا الباب
فقوله : بينهما المراد به صاحب الطالع و صاحب الحادي عشر
لأن القمر بهذا الإعتبار ساقط و لهذا قال غيره لا مدخل له ها هنا
و أدخله هو لدلالته العامة فإن كل مسئلة يسأل عنها لا بد من دلالة القمر
فيها و دلالته للسائل أبدا فبسعادته و إتصاله بأدلائه ينجح في مطالبه
* و قوله : أو نظرا من نظر المواصلة التي هي نظر خلاف نظر المنافرة و ذلك
التثليث و التسديس فإن السائل فائز بما يرجوه من إخوانه أي أصدقائه و بجميع
ما يأمل من نجاح و إفادة و كل ما يظهر له المسؤول عنه مثل الذي يضمر في
جنانه أي في قلبه
فمتى كانت المشاكلة أو نظر المواصلة أي نظر التثليث و التسديس دل على بلوغ
الأمل في الصداقة و تمام المحبة و النية الصافية و إستواء الظاهر و الباطن
في الصداقات و الله أعلم
و إن هما قد بدلا iiالمواضع فالبعض للبعض ذليل iiخاضع و إن يكن بينهما iiمقابلة أو شطرها مع عدم المشاكلة إفترقا بعد رضاء و وصل و بدلا رشدهما iiبجهل و هكذا فأحكم على الحوائج تسلك بذاك أقصد iiالمناهج |
* قوله : و إن هما
يعني صاحب الطالع و صاحب الحادي عشر
* و قوله : بدلا المواضع
كان أصل موضع صاحب الطالع في الطالع و أصل موضع صاحب الحادي عشر في الحادي
عشر
فإذا بدلاهما أعني يكون صاحب الطالع في الحادي عشر و صاحب الحادي عشر في
الطالع خضع كل واحد لصاحبه و ذل له لأنه كالحاكم عليه و إلى ذلك أشار بقوله
: فالبعض للبعض ذليل خاضع
* و قوله و إن يكن بينهما مقابلة
لما أعطى حكم نظر المواصلة و هو نظر التثليث و التسديس
أراد أن يتكلم على نظر التربيع و المقابلة فقال : و إن يكن بينهما يعني بين
صاحب الطالع و صاحب الحادي عشر مقابلة أي نظر مقابلة
أو شطرها يعني أو كان بينهما ربع الفلك الذي هو نصف النصف لأن المقابلة نصف
الفلك و شطرها ربعه و هو نظر التربيع
دل على أنهما يتصلان لوجود الإتصال
و دل على أنهما يفترقان بعد رضاء و وصل و بدلا رشدهما بجهل
* و قوله : و هكذا فأحكم على الحوائج
يعني و بمثل ما حكمت به في أمر الصديق من المشاكلة بين الكوكبين و إتصالهما
من مودة أو عداوة فأحكم به في السؤال عن طلب الحوائج و نيلها فهو المنهج
القويم و الطريق المستقيم
فائدة
متى كان في طالع ولادة شخص حادي عشر آخر كانت بينهما صداقة و كذلك في
السؤالين و الله أعلم
أعلى الصفحة
و عن كتاب أحكام الحكيم لعبد الفتاح الطوخي الفلكي
في حال الأصدقاء
:
* وجود إتصال مودة بين رب الطالع و القمر و رب الحادي عشر دل على المجد و
حصول المراد من الأصدقاء
وجود إتصال عداوة بين رب الطالع و القمر و رب الحادي عشر الصداقة ظاهرية, و
عدم حصول المقصود, و العاقبة الفرقة
* وجود مشاكلة بين رب الطالع و رب الحادي عشر الصداقة باطنية و يحصل
المأمول من الصداقة و الصديق
المشاكلة: هي أن يكون كل كوكب في حظ الآخر كالزهرة في برج القوس و
المشتري في الثور. و المجامعة أو المجاسدة: هي المقارنة
أعلى الصفحة
|