عن الشهابي أحمد بن أحمد بن تمرباي:
معرفة أحوال طبقات الناس
* معظم أحوال السنة يكون على طبيعة أقوى كوكب في صورة طالع السنة و هو الذي
يقال له السالخدار
و طريق معرفته أن تنظر عند موازاة النير الأعظم أول نقطة من الحمل و إقامة
النصبة الفلكية و كواكبها إلى أقوى كوكب في النصبة و هو الذي جمع القوة
الذاتية و العرضية كأن يكون الكوكب في الطالع في بيته أو شرفه أو حده أو
مثلثته أو وجهه
فإن لم يكن في الطالع فليكن في العاشر أو السابع أو الرابع في بعض الحظوظ
بشرط أن يكون له حظ في الطالع
فإن وجدت عدة من الكواكب في الأوتاد فأقواها من له حظ أكثر في موضعه و في
الطالع و في موضع النيرين أو النير الذي له النوبة
فإن لم تجد في الأوتاد كوكبا و كان كوكب في الحادي عشر أو الخامس أو التاسع
أو الثالث أو الثامن أو الثاني , و لا يعد بما في السادس و الثاني
عشر , و كان له حظ في الطالع و في موضعه أو ينظر من صاحب بيته أو شرفه أو
حده أو مثلثته أو وجهه
فإن لم تجد فالمستولي على الهيلاجات الخمسة و هو السالخداه فاعرفه
هكذا قالوا فعلم من ذلك أن صاحب السنة لا يكون إلا الكوكب القوي في الوتد و
في بعض حظوظه و الذي بخلاف ذلك لا يحصل له ربوبية السنة
فأقول لو كان الأمر كذلك لما تولى عطارد تدبير السنة أبدا و لا كان له
سلطان لأن السنة تتحول و هو في الأكثر في هبوطه ( الحوت هبوط و وبال عطارد
) و في الأقل في الحمل في غروبه أو محترقا لكن هذه الحالة لا تمنعه من تولي
التدبير إذا كان في المواضع التي يستحق بها الولاية فليتأمل
* و يحكم للرعية من الطالع و المستولي عليه و هو عند بعضهم السالخداه و
القمر
و يحكم للسلطان من الشمس بالنهار و من القمر بالليل و من وسط السماء و
صاحبه بالليل و النهار
و من الشمس خاصة للعظماء و الأشراف
و يحكم للكتاب و الوزراء و المتصرفين و التجار و طلاب العلم و الصبيان من
عطارد
و لأهل الورع و الصلاح و الديانة و القضاة من المشتري
و لأهل البيوتات و المشايخ القديمة من زحل
و للجند و حملة السلاح من المريخ
و للنساء و المؤنثين و الخدام من الزهرة
و للفنوج و أصحاب البريد و الرسل و الأخبار من القمر
ثم ينظر لكل واحد من أنواع الناس إلى كوكبه , و ينظر لصحة الأبدان و الأنفس
و الأمن و السلامة من القوة الذاتية
و للجاه و الذكر و القدرة من القوة العرضية
و لحال الأموال و السعادات من السعادة و النحوسة
* ثم تنظر لحال أموال الرعية و ربحهم في تجاراتهم من الثاني و صاحبه و سهم
السعادة و صاحبه و ممازجتهما لصاحب الطالع و قبول بعضها من بعض
ثم تنظر لحال أموال الملك من الحادي عشر و صاحبه
و لأعداء الرعية من الثاني عشر و صاحبه
و أعداء الملك من التاسع و صاحبه
و لموت الناس من الثامن و صاحبه
و لموت الملك من الخامس و صاحبه
و قس على ذلك سائر البيوت
* و ينبغي أن تنظر أيضا حلول الشمس النقط الأربع ما حال أصحاب أشراف هذه
البروج
كالنظر إلى الشمس عند نزولها نقطة الحمل , و إلى المشتري عند نزوله نقطة
السرطان , و إلى زحل عند نزوله نقطة الميزان , و إلى المريخ عند نزوله نقطة
الجدي في القوة و الضعف و الثبات و الزوال و الإقبال و الإدبار و السعادة و
النحوسة و كيف نظرها إلى مواضع أشرافها
و تنظر إلى سهم السعادة و سهم الغيب أين مواضع أربابها و أرباب حدودهما و
مثلثاتهما فإن كانت في الأمكنة الجياد و نظرت إليها السعود نظر مودة فقل
فيها كل خير و فضل و نمو , و إن نظرت إليها النحوس و كانت في مواضع العداوة
و السقوط فقل كل شر و بلاء و فساد على حسب ذلك المكان في ذلك الإقليم
فنظر النحوس من تثليث أو تسديس يوجب أن تكون المضرة من الأصدقاء و الإخوان
و نظرها من التربيع و المقابلة يوجب أن تكون من الأعداء و الأضداد
و كذلك فقل في نظر السعود من هذه الأشكال على حصول الخير من الجهة التي
تنظر إليها
فإن كان الناظر المريخ من مكان عداوة و موضع رديء فاقض بالموت و القتل و
الرعاف و هيجان الدم و الجدري و الطواعين و كثرة الصواعق و الحروب و ما
شاكل طبع المريخ
فإن نظر زحل و لم ينظر المريخ فاقض بالهلاك و الفناء من وجع البطن و
الخاصرة و القولنج
* فإذا دخلت سنة العالم و المشتري منحوس فإنه يحدث الضرر في الأشراف و
الكبراء
و كذلك إذا إنتحست المثلثات النارية كلها في تحويل سنة العالم عظمت الآفة
بالرؤساء و المتسلطين
* و متى كانت الشمس في التحاويل النهارية و القمر في التحاويل الليلية
ناظرا إلى الطالع أو إلى ربه و هي برية من النحوس دل على قوة و ظفر أهل ذلك
الإقليم , و خير ذلك إذا دفعت تدبيرها إليه و هو مقبول في موضعه فإنه حينئذ
يدل على خضوع أهل ملوك تلك النواحي لصاحب ذلك الإقليم
* و متى نظر نحس إلى صاحب السنة أو دليل الملك من الطالع دل على حدوث
المكروه في الأبدان , و كذا من أي بيت نظر المكروه من طبيعة ذلك البيت يأتي
, كما إذا نظر من قبل الثامن فيكون المكروه من قبل الموت و المواريث
فإن كان حينئذ في الثامن صاحب وسط السماء خيف على الملك الموت
و إن كان صاحب السنة خيف الموت على الرعية
* إذا كان في المكان الثاني من الشمس المريخ دل على قتل شديد و أمراض و قلة
وفاء الناس بعضهم لبعض في المواضع التي يتولاها البرج الذي فيه المريخ و له
عليها سلطان
و إذا كان المريخ في الثاني من القمر دل على أمراض في الناس , فإن كان ذلك
البرج ذكرا كان ذلك في الذكران و إن كان أنثى كان ذلك في الإناث
* و كذا إذا كان زحل في الثامن من الطالع دل على أمراض عامة الناس
* إذا كانت الشمس و رب بيتها في بيت السفر دل على نقلة عامة و سفر عام و
سافر الملك و سائر جنده و قواده
فإن لم يكن المريخ الذي هو صاحب بيت الشمس ( المقصود عند تحويلها لبرج
الحمل )عند التحويل معها في بيت السفر بل كانت هي وحدها و المريخ في وتد
ينظر إليها و إلى القمر من مودة و قوة فإن سبب السفر و النقلة من محاربة
الأعداء
* القمر إذا كان في التحويل متصلا بسعد دل على صحة أبدان الناس و إعتدال
الهواء و إمتزاجه و كثرة ضياء الشمس و صلاح الثمار
و إن كان متصلا بنحس فالأمر بالضد من ذلك , فإن كان ذلك النحس زحل دل على
الغش في أموال الملك و أحواله و أعماله و وقع الضرر في كل ناحية من الأرض و
المساكن و ينال المسافرين في البر و البحر شر و فساد
إختلاف المنجمين حول
دليل الملك و دليل الرعية
و إعلم أن أرباب هذه الصناعة قد إختلفوا في دليل الملك و دليل الرعية
فهرمس و أبو معشر و عبد الله إبن مسرور و جماعة يجعلون الطالع دليل الملك
و بطليموس و الطبري و إبن أبي الرجال و أكثر محققي هذا الفن يجعلون الطالع
و القمر للرعية , و الثاني لأموالها , و العاشر و ربه و الشمس إن كان
التحويل نهارا و القمر إن كان ليلا دليل الملك , و أمواله من الحادي عشر
كما تقدم الكلام عليه
فإذا ورد عليك مسئلة جعلنا الطالع فيها للسلطان فهي على قول من قال بذلك
و ينبغي للناظر في هذا الفن أن يحتاط بأقاويلهم و يعمل بكلا القولين و يرجح
بعقله بينهما , إذ ربما يظهر على قول من يجعل العاشر دليل الملك و صاحب
العاشر و الشمس نهارا موت الملك , و لم يظهر على القول الآخر فيحتاج حينئذ
إلى النظر الأقوى و إلى المرجحان فإن تطابق القولان أدل للمسئلة , و كذا في
بقية الأدلة
* فإذا أردت النظر في أمر العوام و الرعايا أقم طالع الإجتماع أو الإمتلاء
الكائن قبل التحويل و مواضع الكواكب و الأوتاد
ثم أنظر بمن يتصل القمر حين يفارق الإجتماع أو الإمتلاء من الكواكب أسعد هو
أم نحس قوي أم ضعيف فقل على حسب ذلك في حالهم
فإن كان القمر مقبلا في حظوظه و إتصل بسعد قوي قوة ذاتية و عرضية كانت حالة
العامة و الرعايا حسنة في تلك السنة و كان دليلا على إنتقالهم من سعة إلى
سعة و من خير إلى خير
فإن كان السعد المتصل به القمر المشتري كانوا في عدل و أمن و صحة و كثرة
نسل و طهارة و أخلاق كريمة
و إن كان الزهرة كانوا في سعة و سرور و أحداث نكاح و تزويج و بهج
و إن كان القمر ساقطا أو في غير حظوظه و هو على الحالة التي ذكرناها من
إتصاله بالسعود و هي على الحالة المحمودة كانوا أيضا على ما وصفنا من
السعادة و يكون إنتقالهم من الضيق و الخمول إلى السعدة و السعادة و من
الضعف إلى القوة
و إن كان القمر على ما وصفنا من القوة و الحلول في الحظوظ و كان إتصاله
بسعد ساقط لكن في حظ من حظوظه إنتقلوا من السعة و القوة إلى سعة حالة ضعيفة
و إلى خمول
فإن كان السعد مع السقوط غريبا ضعيفا كانت السعادة و السعة مخرجة غير تامة
و كانوا في أنفسهم في عافية و سلامة من الأمراض
و إن كان القمر ضعيفا في غربة و متصلا بالنحوس و هي مقبلة دل ذلك على سوء
حال العامة و سقوطها و ضعف أحوالها و ضيق معاشها و كثرة أمراضها و الأذية
الحالة بها
فإن كان المتصل به القمر صاحب ثامن القمر أو له في ثامن القمر حظ قوي أو
غير قوي كثر الموت فيهم
فإن كان النحس المتصل به القمر زحل كانت الأمراض الحادثة زحلية باردة و
كانت أسبابا
و إن كان المريخ كانت أمراضا دموية حادة ورمية , فإن كان البرج الذي فيه
المريخ من بروج الإنس كان مع ذلك القتل و سفك الدماء كثيرا سيما إن كانت
السنة قد إنتهت إلى موضع المريخ في إبتداء الملة ( و موضع المريخ في إنتقال
الممر من المثلثة الهوائية إلى المثلثة المائية برج السرطان مريخ بن الشاطر
في الحمل إنتهى - و موضع المريخ في إبتداء الملة كائن في الجوزاء ) إلى
قران الأصل أو إلى موضع القران أو إلى موضعه في إنتقال الممر أو إلى موضعه
في القران الخال ( و موضع المريخ في القران الخال الجدي إنتهى ) فإن هذه
السنة تدل على الحروب و سفك الدماء و تكون الحروب في الأفق الذي يشبه البرج
الذي فيه المريخ في التحويل و عند الجزء السابق عليه و عند تحويل الأرباع
أو الجزء السابق عليها
كل هذا لمن أراد التقصي عن أحوال العالم و يكون إنقضاء الحرب في تلك السنة
بإذن الله تعالى عند إحتراق المريخ أو دخوله برج هبوطه أو إحتراق المشتري
فإن كان المريخ شرقيا أو غربيا أو جنوبيا أو شماليا فإن الغلبة من المريخ
في أفقه
و إن كان ممازجا لعطارد كثر الطاعون في تلك السنة ( قلت و متى مازج المريخ
عطارد و إنتحس القمر دل على الطاعون بلا تردد , كتبه الفقير سليمان
العثماني )
و إن كان عطارد ممازجا لزحل و هو في البروج الأرضية في التحويل لم يأمن من
حدوث الزلازل في المواضع المنسوبة لذلك و هي المواضع القريبة من السواحل و
الجزائر الصلبة و الجبال
و إن كان القمر مع النحوس كما وصفنا من الإقبال و الإدبار كان الإنتقال من
الشر إلى الخير أو من الخير إلى الشر على ما وصفنا في حال السعود
* و إن كان سهم السعادة شرقيا و المشتري و رب بيته ينظر إليه دل على أن
الصلاح يكون في البلد الذي فيه سهم السعادة و يكون فيها الأمن و قلة الخوف
و إن كان سهم السعادة و صاحبه في مكان جيد دل على الخير و الصلاح
و إن كان في مكان مذموم أو تحت الشعاع دلا على الضرر و الخسران على جرم
البرج الذي هما فيه
* و أنظر في وقت الإجتماع أو الإستقبال أن يكون النحسان أو أحدهما ينظر إلى
عطارد نظر عداوة أو مقارنة فإنها علامة ردية تدل على الشر كله و لا تدل على
شيء من الخير
* و متى إتفق في جزء الإستقبال أحد العقدتين أو الرأس أو الذنب و إن لم يكن
كسوف فهو أشد ما يكون من المناحس فاحذر
دلالة الكواكب على أحوال الناس
* و قد تقدم أن كل كوكب يختص بدلالته على أحوال طبقات الناس
فزحل إذا قوي في التحويل و كان له الإبتزاز في المواضع القوية دل على قوة
من هو دليله و على العمارة و الدور و إرتفاع الحالة و صلاح المعيشة
و إذا نحس و ضعف دل على الهدم و الغرق و البرد و الظلم و الخسف و الزلزلة و
ضعف من هو دليله
المريخ إذا قوي في التحويل و كان له النصيب في السنة دل على الغلبة و الظفر
و القوة و الظهور لمن هو دليله
و إن كان راجعا أو ضعيفا دل على الخوف و الحرب و سفك الدماء و الطواعين و
الأوجاع الحارة
المشتري إذا قوي و صلح في تحويل السنة و كان له الإبتزاز أظهر الناس الخير
و الزهد و الورع و الديانة و العبادة
و إن كان على خلاف ذلك تقاطعوا و تعاقوا و أمسك المياسير عن الصدقة و
القاعدة على الأهل و الفقر و الفاقة و الحاجة و ظهر في الناس الجوع و الضر
و المسكنة
و إذا كان المشتري في تحويل السنة في مقابلة الطالع فإن السادات تنحرف عن
الرعية و تعاديهم و لا يكون لهم سعادة
الشمس إذا كانت قوية سليمة عز الملوك و العظماء و الأشراف و كثرت الرياسات
و الأخطار في الناس و إرتفعت مراتب أقوام كثيرين و صاروا في العلو في القدر
و الشرف
و ينبغي أن تقيم الشمس للملك مقام الطالع و تدبر البيوت منها كما تدبر
الطالع في دلالة البيوت الإثني عشر و تنظر مواضع السعود و النحوس منها و
تقول على ما يدل كل بيت منها
و كذلك تفعل للعامة بصاحب السنة
و إن كانت الشمس منحطة متضعفة إتضع الملوك و إنحطت منازلهم و ظهر الجور على
الناس من ولاتهم و دخل عليهم مكاره عظيمة من ملوكهم
الزهرة إذا كانت قوية مسعودة ظهر في الناس السرور و اليسار و النعم و صلحت
المعايش و إتسعت العامة و كثر سرورهم بالنساء و الولد و الدلائل الزهرية
و إن كانت ردية الحال فاسدة أفسدت حالهم و تنغصوا بسرورهم و كثرت أحزانهم و
همومهم و ضاقت معايشهم و ظهر الشر و الجور فيهم
عطارد إذا كان قويا سليما ظهرت الأرياح و إعتدلت و فشي في أكثر العالم
الأدب و في العامة و تحابب الناس و تواددوا و تواصلوا و ظهرت فيهم الخطب و
الشعر و كل كلام مطرب معجب
و إن كان فاسدا منحوسا إشتدت حالة الناس من العامة و جار ولاتهم عليهم في
خراجهم و مشايخهم و قل الأدب و عصفت الرياح و نقصت الأرياح و كثر الأراجيف
و الكذب
القمر إذا كان مسعودا سلمت العامة و قلت الآفات و المرض فيهم و إعتدلت
المياه و كانت الأمطار نافعة و السنة صالحة مسعودة مخصبة
و إن كان فاسدا مضرورا دخل على العامة الضرر من الولاة و كثر الأمراض و
ربما كان الأمد الأمطار في الأوان الذي لا يحتاج إليه و إحتبس عن الناس
أحوج ما كانوا إليه
و إذا كان القمر في بيت السفر أو غيره من الكواكب و هو قوي دل على السفر و
خروج الناس إلى الناحية التي تنسب إلى البرج الدال على السفر
النظر في أمر الملك
* فأنظر لذلك من العاشر و صاحبه و الشمس بالنهار و القمر بالليل
و الشمس لها الدلالة على الملوك بالطبع كما قلنا في زحل
و كل كوكب ربع الشمس أتى بجوهره فإن كان سعدا دل على الظفر و السرور و
الراحة و الصلاح و ما أشبه جوهره
و إذا كان التحويل نهارا و المريخ في تربيع الشمس أو مقابلتها و هو حال في
برج منقلب دل على خروج خارجي على الملك و خلع يده من الطاعة
* و أنظر أبدا في تحويل السنة إلى المريخ فإن كان في البروج النارية أتى
الملك ما يضره من ناحية المشرق
و إن كان في البروج الهوائية أتى الملك ما يضره من جهة المغرب
و إن كان في البروج الأرضية أتاه المكروه من جهة الجنوب
و إن كان في المائية أتاه من جهة الشمال
* و إن كان زحل في تربيع الشمس أصاب الملك أحزان و هموم و مصائب في ماله
و إن وقع القمر مع زحل أصابه مرض بنيه و أقاربه
و إن قارنت الزهرة أصابت الآفة نساء الملك
و إن كان المشتري مقارنا لزحل هلك الأشراف و العظماء و القضاة و الوزراء و
ذوي المراتب
و إن كان الرأس مع زحل دل على المضرة بالرؤساء و العظماء
* و إن إتفق عند تحويل السنة أن يكون الطالع الحمل و الشمس فيه و المشتري
في شرفه و زحل كذلك دل على تنازع الملوك و الرؤساء في طلب الغلبة و الملك و
الرياسة
فإن كان المريخ أيضا في شرفه دل على القتال و الحروب و سفك الدماء في سائر
الأقاليم و عم الفساد الناس أجمع حتى الصبيان و البهائم و الطير و ثارت
فتنة عظيمة إلى أن تنتهي إلى الربع الذي فيه المشتري
فإن كان القمر في شرفه أيضا زاد في التنازع و القتال إلى آخر السنة
و إن كانت هذه الكواكب في أشرافها و الطالع الحمل كان التنازع بين الملوك
فلو كانت هذه الكواكب التي في أشرافها فيما يلي الأوتاد كان التنازع بين
الوزراء و الرؤساء
و إن كانت في السواقط كان ذلك بين العوام و الرعايا
فإن لم يكن المشتري في شرفه و كان زحل في شرفه و الشمس في شرفها دل على
خروج ملكين أحدهما من المشترق و الآخر من المغرب و شدة الحرب و القتال
بينهما و كان ببابل أيضا البلاء
و على رأي من يجعل دليل الملك الطالع
* رب العاشر على رأي من يجعل الطالع دليل الملك متى إنتحس أو ساءت حالته
بالسقوط و نظرت إليه النحوس لقي العمال شرا
فإن كان الناحس المريخ و عطارد ناظرا إليه عزلوا و تلف ببعضهم
و إن كان رب العاشر مسعودا دل على نفوذ عمال الملوك لأموره و قوة ولاته في
النواحي
* و إذا كان صاحب الثاني رديء الحال نهبت خزائن الملك و أمواله
و إن كان ساقطا عن الأوتاد و المريخ ينظر إليه كثر إنفاق الأموال بأسباب
الحروب و ما أشبه ذلك من طبع المريخ
فإن كان الناظر إليه زحل دل على كثر الخراج و كثر البقايا
و إن كان سهم السعادة في الثاني و المريخ ناظر إليه و زحل دل على إنفاق
بيوت الأموال في الحروب
و نظر المشتري و الزهرة إليه بضد ذلك
* رب الثاني عشر و السادس إذا كانا ساقطين عن الوتد وقع الملك بأعدائه و
العاصين لأمره حتى يدنوا له
* رب التاسع إذا كان ساقطا عن الأوتاد سافر الملك
و هذه الفصول على رأي من يجعل دليل الملك الطالع
* سهم السعادة يدل على أمر الملوك
و سهم الغيب يدل على همم الملوك و سيرهم
فإن وجدت سهم السعادة منحوسا دل على إعطاء الملك ذخائره و إفناء خزائنه
و إن كان سهم الغيب منحوسا كانت همته ردية و عشرته مذمومة
و قل على قدر المنحسة إن كان منحوسا بالمريخ قتل الأمراء و العباد و القضاة
خاصة إن كان في البروج التي على صور الناس
و إن كان منحوسا بزحل كانت المناحس و الفساد في البحار و الأنهار و هلاك من
يركب السفن
* عطارد إذا كان في مدخل السنة أو الربع مشرقا كان ذلك دليلا على غاية
القوة للملك و كتابه
فإن كان منحوسا كان ذلك دليلا على غاية الفساد لهما
فإن كانت المنحسة من المريخ عزل العمال و إشتد غضب الملوك على الكتاب و
إحتال وزيره عليه في أموره
* دليل الملك إذا كان معه في برجه كوكب يشاركه فيه فإن الدلالة التي تلحق
الملك من خير أو شر تعمه و أهل بيته
* إذا حسن حال المريخ في تحويل السنة دلت على إخلاص عبيد الملك بالطاعة
و إن كان مع ذلك هو صاحب السنة تضاعف خيره و حسنت طاعة العبيد للملك
و إذا ساءت حاله و فسد و إنتحس دل على خروج قوم من العصاة على الملك
* و كذلك يكون نظرك في حرب أو فتنة إذا رأيت المريخ في أحد الأوتاد الأربعة
فاعرف سبب الحرب من طبع البرج الذي حل فيه المريخ
* و أنظر في التحويل أبدا إلى المريخ فمتى كان صالح الحال صلح خدم الملك و
جنده
و إن كان منحوسا دل على حركة السفلة و السقاط على القادة
و إذا كان كذلك و سقط عن المشتري دل على هيجان الحروب و وثوب الأعداء على
الملك
فإن كان المريخ تحت الشعاع طالت الحروب و دبرت بالحيلة و المكر و الكتمان
حتى يشرق فإذا أشرق إنقضت
* و كذلك إذا كان عطارد تحت الشعاع أبطأ بأمور الملك و عامة كتابه و خدمه و
أتى بالعسر حتى يشرق فتنحل الأمور و تستوي
* و المريخ إذا كان في برج منقلب دل على صعوبة الحرب
و في ذي جسدين فيكون تارة و تارة
و إن كان في ثابت دل على شدة الحرب بين الملك و الخوارج
* و أنظر بين أماكن أعوان الملك و أماكن أعدائه و العصاة
فإن كان عطارد ينظر إليهما و قوي إنقضت الحروب بالحيلة و الخديعة
* و إن كان في الثامن من الشمس المريخ كان مقتلة عظيمة و وثوب على الملك و
خاصة أهل الناحية التي للبرج الذي فيه المريخ
و إن كان المريخ في ثامن القمر دل على قتل كثير و أمراض شديدة في الناس
زحل في هذا الموضع من الطالع يدل على مرض عام , فإن كان البرج ذكرا كان ذلك
في الرجال و إن كان أنثى كان في الإناث
و كذا قل في الثاني فإنه مثل الثامن
* متى شمل المشتري مناحسه ثلاثة أو إثنان دل على سوء حال العظماء و الملوك
و الوزراء و القضاة
فإن كان راجعا أو تحت الشعاع دل على الغلبة للأنذال و خروجهم على الملك
* كل كوكب لا ينظر إلى وسط السماء فهو معاد للملك
* و متى كان المريخ رب السنة و رجع فيها في مكان فاسد أو في موضع غربة و لم
ينظر إليه شيء من السعود هيج الأعداء على الملك و أثار الحروب
* إجتماع المشتري و بهرام يدل على هلاك رجل عظيم الشأن سيما إن كان البرج
ثابتا
و الوقت فيه يؤخذ من رب البيت الذي يجتمعان فيه لكل درجة يوم
* إجتماع زحل و الزهرة يدل على هلاك إمرأة عظيمة الشأن
فإن كان معهما عطارد هلك معها ولدها
* و إذا كانت الزهرة و عطارد في التحويل منحوسين فإنهما يدلان على فساد أمر
الملك من الرعية و فساد أمر الرعية من الملك
سيما إن كان القمر منحوسا و يدلان على سفك الدماء و الإغتمام و ربما فسد
أمر الملك و أمر الرعية معا من أمر عظيم يظهر و تكثر الفتن و أكثر ذلك في
قسمة البرج الذي يكونان فيه
أعلى الصفحة
و عن قصيدة إبن أبي الرجال:
قال المؤلف رحمه الله:
و قل على الكواكب iiالعلوية إذا تراها بعد ذا iiسوية و قل تعالت عند رأس الحمل جاءت بحرب و بلاء و iiهول |
الشرح:
العلوية معروفة فإذا رأيتها متناظرة عند حلول الشمس في الحمل دل على وقوع
الحرب و البلاء و الهول و المعاداة من المقابلة أو التربيع أو القران
كمقارنة النحسين تدل على فتن و خروج عصاة و كثرة خصومات و منازعات و
مخالفات
و قران زحل و المشتري دليل على ما يلحق القضاة و أهل الدين و العلم من
المكروه و ظلم العمال
قال المؤلف رحمه الله:
و الشمس إذا قابلت النحوسا أو أحرقت بجرمها iiالبرجيسا كان إختلاف عد في iiالملوك فويحها من الدماء iiالمسفوك |
الشرح:
مقابلة الشمس لزحل في طالع التحويل يدل على منازعة الملوك رعيتها و على
إختلاف
و المريخ على الحرب و سفك الدماء و كثرة الظلم و ظهور الحريق
و إن أحرقت الشمس المشتري دل على إختلاف في الملوك و هلاك القضاة و تغير
حالهم و كثرة الظلم و منازعة الملوك
قاعدة:
متى كانت الشمس صاحبة وسط السماء و هي مقارنة لنحس أو في تربيع أو مقابلة
بعيدة عن السعود مات ملك البلدة التي لها التحويل و هذا لا يخطىء
و كذلك القول عند طولها بالأرباع ( الفصول ) إن أوجب تحويلها إنقلاب أعني
كان طالع التحويل منقلب فيعمل لكل فصل طالع
و أيضا إن لم تكن صاحبة العاشر و هي منحوسة و الله أعلم
قال المؤلف رحمه الله تعالى:
و أنظر إلى الأوساط و الطعام من موضع المسير و iiالتمام و الكوكب الماضي إليه iiالبدر فمنه يدري حادث و iiأمر أسعد أم منحس iiعنيف قوس حال أم هو iiالضعيف فمثله حقا ترى iiالرعية جيدة الأحوال أو iiردية |
الشرح:
لما فرغ من ذكر العظماء
أخذ في ذكر الأواسط من الناس و الطعام
فقال: و أنظر إلى ذلك من موضع المسير و التمام أي الإجتماع و الإستقبال و
هو الكائن قبل نزول الشمس رأس الحمل بجزء الإجتماع لا إشكال فيه
و الإستقبال الذي فوق الأفق
فإن كانا معا على الأفقين فالذي في المشرق أولى لأنه مقبل على الطلوع (
ظاهر كلامه أنه يعمل بأحد الموضعين السابقين فقط إذا كان الآخر خفيا تحت
الأفق و لا يعمل بهما معا إذا كانا ظاهرين فوق الأفق و الأهم منهما إذا
كانا ظاهرين هو الذي قبل التحويل و إلا فالظاهر منهما فقط هو المعول عليه
إذا إنفرد بالظهور )
فالكوكب الذي يمضي إليه البدر أي يتصل به بعد الإجتماع أو الإستقبال يستدل
فيه على الحوادث و حال المطر و الخصب و الجدب و القحط
فإن كان سعيدا كانت السنة صالحة سليمة خصبة
و إن كان نحسا دل على الآفات و الفتن
أو رطبا على المطر
قال الإسرائيلي: إذا كان الكوكب المتصل به القمر في الإجتماع أو الإستقبال
له حظ في طالع أحدهما أو بالزهرة و عطارد
و إن لم يكن لهما في الطالع حظ فإنه يدل على المطر و مدته بقدر ما بين
القمر و الكوكب من الدرج أياما
قاعدة:
إذا كان طالع الإنتقال الحمل و الأسد دل على المطر لأن للشمس حظ في الطالع
و القمر متصل بها فاعلم ذلك
تنبيه:
الكوكب الذي يتصل به القمر بعد الإجتماع أو الإستقبال حده غير التحويل
اليوم و الثاني فقط
و للتحويل حتى يتصل من غير تحديد
فصل لمعرفة نزول المطر
يعرف بمعرفة فتح الباب
فإن كان القمر في فتح الباب و متصل بزحل من مقابلة أو غيره و كان القمر مع
ذلك في البروج المائية كان المطر
و دخول القمر في العقرب يدل على المطر غالبا و على برد الهواء في الصيف
فتح الباب:
هو أن يكون القمر منصرفا عن كوكب متصلا بكوكب في بيته في مقابلة بيت الكوكب
الأول
كأن ترى القمر منصرفا عن كوكب المريخ متصلا بالزهرة الكائنة في بيتها الثور
أو الميزان المقابلين للعقرب و الحمل الذين هما بيتا المريخ
أو إنصرافه عن الزهرة و إتصاله بكوكب المريخ في بيت من بيوته
و كانصراف القمر أيضا عن كوكب المشتري و إتصاله بعطارد في بيته
أو إنصرافه عن عطارد و إتصاله بكوكب المشتري في بيته
ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى:
و القمر الموصول بالسعود في موضع من حظه iiحميد ينتقل الناس من السعادة إلى السنا و الخير و iiالزيادة بطبع ذاك السعد و iiالشعاع و ما له من حصص الطباع و البدر إن كان على iiالهبوط أو موضع الإدبار و السقوط و السعد فاعلم ناظر iiإليه و من توالي داعت إلى iiدعة |
الشرح:
حاصله أن القمر في حالة إتصاله بالكوكب السعيد بعد الإجتماع أو الإستقبال
لا يخلو حاله إما أن يكون في موضع جيد أو لا
و إلى الأولى أشار بقوله: في موضع من حظه حميد جيد في حظوظه كالبيت و الشرف
و إلى الثاني أشار بقوله في هبوطه أو سقوطه
و مراده بالإدبار السواقط و قد تقدم بيانه في إطلاق الكواكب
و كان حاصل النحوس غائبة
و الأول يدل على أن الناس ينتقلون من سعادة و زيادة إلى سعادة و سناء و من
خير إلى خير و من علو إلى علو
و إن كان الثاني فهو يدل على الإنتقال من مهانة إلى كرامة و من أدنى إلى
أعلى بإذن الله تعالى
ثم قال رحمه الله:
و إن يكن في موضع الإقبال و في حظوظه على الكمال متصلا فيه بسعد iiساقط و لم يخالط جرمه iiمخالط إنتقلوا من سعة iiعلية لدونها لكنها iiرضية |
الشرح:
كان النظر أولا في حالة القمر
و هذا في حال الكوكب المتصل به القمر فقال: و إن يكن يعني في إقبال ( و
الإقبال أن يكون الكوكب في وتد ) و في حظ على الكمال أي يكون قويا في موضعه
بالبيت أو الشرف و لم يخالط جرم ذلك السعد مخالط و لا نحس فإنه يدل على
الإنتقال من سعة و علو منزلة إلى أوفى من ذلك و النفوس راضية بالإنتقال
لأنه سعد و هذه دلالته
ثم قال المؤلف رحمه الله:
و إن يكن في أبرج iiالعداة و موضع الهبوط و iiالممات متصلا بالكوكب العقيم كيوانها المعروف بالهموم كانوا بحال الذل و iiالهوان و الفقر و الضيق مع الخسران من عظم الأمراض و iiالرزايا و كثرة الأسقام و البلايا لاسيما إن كان رب iiالثامن من موضع البدر المنير iiالبائن |
الشرح:
قال: فإن يكن يعني القمر في أبرج العداة التي يكون النظر فيها إلى النحوس
نظر عداوة و هو في البيت الثامن الذي هو موضع الهبوط الممات يتصل بزحل أي
إتصال عداوة فإن ذلك يدل على الذل و الهوان و الفقر و الضيق و الخسران مع
الفجأة و الوباء و البلايا و الرزايا و الحوادث الطبيعية لاسيما إن كان زحل
رب الثامن من موضع القمر ( أي في ثامن برج القمر ) و هو الثالث من الطالع
فإن ذلك يعزم و يقصر
قال إبن أبي الرجال رحمه الله تعالى:
و إن يكن في هذه iiالحدود متصلا بالأحمر iiالشديد أحدث أمراضا على iiالهواء و كثرة المقدار في الدماء و إن يكن ثامن برج البدر و ربع الطالع في ذا iiالأمر دل على الحروب و iiالقتال و كثرة القتل مع iiالأهوال و هكذا من طالع iiالتحويل في سائر الأرباع و الفصول |
أعني و إن كان القمر في هذه الحدود المذكورة سالفا و هي بروج العداوة, و
موضع الممات و هي الثامن, و المريخ ينظره من عداوة دل على الأمراض التي
ذكرها و على كل مرض لاسيما إن كان البرج ناريا
و إن كان المريخ في الثامن من برج القمر مربعا للطالع دل على الحروب و
القتل و شدة الهول
* و بمثل ما تقدم ينظر في طالع أرباع السنة و هي السرطان و الميزان و الجدي
* و بعض العلماء يرى أن برج التحويل إذا كان منقلبا إحتاج الأمر إلى النظر
في طوالع الأرباع
و إن كان مجسدا إحتاج إلى الربع الخريفي فقط
و إن كان ثابتا إقتصر على الحمل
و هذا مراد المؤلف
* و منهم من لا بد له من معرفة طالع حلولها بالجدي على الإطلاق ليعرف المطر
و يعتمد على جزء الإجتماع أو الإستقبال الكائن قبله
فإن كان صاحب طالع الحلول و صاحب جزء الإجتماع أو الإستقبال في المواضع
الرطبة دل على المطر و العكس بالعكس
و كذا إذا كانا أو أحدهما راجعا أو هابطا أو محترقا
* و منهم من ينظر إلى حلولها بأول دقيقة من الوجه الثالث من العقرب
فإن وجد الكواكب الحالة في الثامن أو صاحب الثامن راجعة مغربة عن الشمس دلت
على المطر و إلا فلا
و أهم النظر في ذلك ثلاثة: المشتري و الزهرة و عطارد
ثم قال رحمه الله:
و إن ترد تعرف من والي iiالظفر فأنظر إلى بهرام من حيث إستقر أحل في الشرق أو iiالغروب أم في الشمال كان أم iiجنوب و حيثما حل من iiالأرباع كان ولي الفتح بلا نزاع |
الشرح:
إذا ظهرت دلالة وقوع الحرب و أردت معرفة الظافر من الفريقين
فأنظر مكان المريخ من الجهات الأربع
فالجهة التي يكون فيها المريخ يكون الظفر لصاحبها
و لا بد من النظر في جزئيات القتال من طالع الزحف و ما في معناه
( فالجهة الشرقية من الهيئة من الطالع إلى العاشر
و الغربية من السابع إلى الرابع
و الجنوبية ما بين السابع و العاشر
و الشمالية ما بين الرابع و الطالع
فأي جهة وجد فيها المريخ هي جهة الغالب )
فائدة
وقوع المريخ في الطالع التحويلي يدل على وقوع الحرب في الشهر الأول
و في العاشر على آخر الربع الأول من السنة
و في السابع من وسطها
و في الرابع من آخرها
و فيما بين ذلك بقدره كوقوعه في التاسع و يقال في الخامس أو ما يقرب
تنبيه
سهم الغلبة و وقوع القتال لا بد من النظر منهما
* أما سهم الغلبة فيؤخذ دائما من الشمس إلى المريخ و يلقى من الطالع
* أما وقوع القتال فيؤخذ مطلقا من المريخ إلى القمر و يلقى من الشمس
* فإن وقع السهم أو صاحبه في السابع أو في الرابع فالظفر للعدو
و في الطالع أو العاشر للبادىء
مسألتان
* الأولى: وقفت عليها بخط إبن عزوز
و ذكر دلالة زاحف لحصار البلد و صورة النصبة على هذا الشكل ( لم يورد صورة
الهيئة ) فكانت مدة إقامته سبعة أيام
قال رحمه الله يدل الطالع على قوة المحايز
و قد نهى في البارع أن يكون الطالع للبادىء برج المريخ لأن صاحبه من
السفلية و يدل على ضعف العدو
و يعضد ذلك أن الذنب يقع في الطالع و المريخ يسير إلى مقابلة زحل دلالة على
هزيمة العدو و ذلك فيما يقرب من سبعة أيام عدد الدرج الذي بينهما
* المسألة الثانية: نزل محاصر البلد فأقام عليها سبعة أيام و زحل مهزوم
مغلوب و صورة الفلك لوقت نزوله على هذا الشكل ( لم يورد صورة الهيئة ) فكان
الكوكب في حيز السابع فدل على الظفر للمزحوف عليه
و القمر في الطالع منحوس بتربيع الشمس
و المريخ الذي هو دليل الحرب و صاحبه عاشر البادىء ضعيف بالإحتراق
و الشمس صاحبة السابع منحوسة بالمريخ دل على ضرر ينال المزحوف عليه
و المشتري في تثليثها حلل تلك المنحسة و أضعفها فدل فدل على أنه أولا ذو
خوف ثم يكون الظفر له لأنه أولا البادىء ضعيف
و قد قال أبو معشر: إذا زحف الزاحف و القمر في الطالع أجلب الفضيحة على
نفسه
قال صاحب البارع: و إن كان القمر في الطالع و المريخ في التاسع فإنه مهزوم
و وقوع صاحب الطالع في الثامن و هو ثاني السابع الذي للمزحوف عليه يدل على
الضعف
و في اليوم الذي بلغ القمر فيه إلى مقابلة المريخ من الثور هزم بإذن الله
تعالى و هو اليوم السابع من الزحف
ثم قال رحمه الله تعالى:
و إن ترى المريخ مع iiعطارد فاقض على الطاعون و الشدائد و كل خسف حل iiبالمنازل أو قاطع من حادث iiالزلازل فمن قران الكاتب iiالحكيم في أبرج الأرض إلى iiالعقيم |
الشرح:
هذه باقي أبيات الأرجوزة المباركة, و معنى هذه الأبيات هو
كون المريخ مع عطارد في التحويل يدل على الطاعون و الشدائد و هذا لا يخطىء
البتة
و ما حدث وبال و كان في تحويل ذلك العام الكاتب مع المريخ
و المراد بالشدائد غلاء الطعام
و قوله و كل خسف إلخ يعني أن الدلالة فيه من قران عطارد لزحل و إليه أشار
بقوله العقيم و يدل عليه ما قاله قبل هذا و هو: متصلا بالكوكب العقيم كيوانها المعروف بالهموم
و يحتمل أنه يريد به المريخ لدلالته على الخسف و الأول أصح و أظهر
فمقارنة عطارد لزحل في التحويل يدل على حدوث الزلازل
قال بعضهم: ما أصعب منحسة المريخ إذا جاسد عطارد و يدل على الطاعون و أيضا
البرودات لأن الكاتب ممتزج يقوي دلالة النحس و الله أعلم
أعلى الصفحة
|